جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
شرح كتاب الآجرومية
111964 مشاهدة
أنواع الفاعل الظاهر

...............................................................................


فقوله: قام زيد ويقوم زيد؛ زيد اسم مفرد. وقد تقدم أن المفرد يرفع بالضمة وينصب بالفتحة ويجر بالكسرة. فهاهنا رفع بالضمة لكونه اسما صحيحا متصرفا سالما من الموانع من موانع العمل؛ فالرفع فيه ظاهر. قام زيد: زيد مرفوع على أنه فاعل وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره.
فإن كان معتلا فإن الضمة تكون مقدرة؛ فقوله تعالى: وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى جَاءَ مُوسَى موسى فاعل جاء، ولكنه معتل فيقال: مرفوع بالفعل على أنه فاعل وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف المقصورة منع من ظهورها التعذر؛ لأنه اسم معتل الآخر بالألف. فأصبح الاسم المفرد؛ إما أن يكون صحيح الآخر فيكون مرفوعا بالضمة الظاهرة، وإما أن يكون معتل الآخر فيكون مرفوعا بضمة مقدرة.